Uncategorized
الشائع

الأدب الأمازيغي وإشكاليات الانتقال من الشفاهة إلى الكتابة

بقلم: عمر شانا

في ليلة الخامس عشر من مارس، وبالتزامن مع الخامس عشر من الشهر القمري رمضان، شهدت الساحة الثقافية ندوة فكرية متميزة من تنظيم جمعية انطلاقة وبشراكة مع المقهى الأدبي دار سعيدة. كان الحدث مناسبة لاستقبال قمر و بدر من نوع آخر المفكر والحقوقي البارز أحمد عصيد، الذي ألقى محاضرة قيمة حول مسار الأدب والفن الأمازيغي من المشافهة إلى الكتابة ، بحضور نخبة من الشخصيات الثقافية والفنية.

عرفت الندوة حضور الكاتب والباحث البارز في التراث الفقهي رشيد أيلال، والمؤرخ المثير للجدل و المحرك لمياه التاريخ عبد الخالق كولاب، إلى جانب رئيس مجموعة المشاهب الفنان الحمادي، والموسيقار المايسترو جرويح من فرقة لارصاد. كما شارك الدكتور عبد الله التراوي من جمعية انطلاقة، وهو أحد المثقفين المدافعين عن الشأن الأمازيغي، إضافة إلى قيدوم نشطاء الحركة الأمازيغية بوشدوك. كما حضرت الأستاذة المناضلة خديجة الموذن، والأستاذ المهتم بالأدب الأمازيغي والترجمة حسن المودن، وغيرهم من الأسماء التي أغنت النقاش بأسئلتها ومداخلاتها.

سنحاول أن نلخص بشكل عام ما استعرضه الأستاذ أحمد عصيد في مداخلته من خصائص الأدب الأمازيغي الشفوي، الذي يشمل مختلف أشكال الإنتاج الرمزي مثل الشعر والحكايات والأمثال والألغاز، والتي تناقلتها الأجيال عبر التداول الشفوي. وأشار إلى أن هذا الأدب كان في الغالب إنتاجًا جماعيًا غير منسوب إلى شخص معين، ويمتاز بعفويته وارتباطه بالموسيقى والغناء.

كما تناول عصيد المراحل التي مر بها هذا الأدب منذ بدايات التدوين، حيث أدى الاهتمام الأكاديمي إلى حفظ جزء منه، رغم ضياع الكثير. وتطرق إلى الشعر الأمازيغي، الذي يعد أكثر الأجناس الأدبية انتشارًا، مبينًا أنواعه المختلفة، مثل القصيدة المطولة المغناة، وشعر الحوار العفوي المرتجل، والشعر المأثور المرتبط بالطقوس والتقاليد.

ناقش عصيد أيضًا تطور الأغنية الأمازيغية التقليدية منذ عهد الحماية، مشيرًا إلى تأثير التطورات التكنولوجية والموسيقى العالمية في ظهور الأغنية الأمازيغية العصرية، التي جمعت بين التراث والحداثة. كما استعرض علاقة الأدب الأمازيغي بالسينما، موضحًا كيف تم توظيف المخزون الثقافي الأمازيغي في الأفلام، رغم الصعوبة التي يواجهها على مستوى الإنتاج السينمائي الأمازيغي بسبب نقص الدعم والتكوين.

خلصت الندوة إلى أن مستقبل الأدب الأمازيغي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتدوين والكتابة، مع ضرورة تطوير البحث الأكاديمي في هذا المجال. كما أكدت على أهمية تعزيز الحضور الأمازيغي في مختلف المنصات الثقافية والفنية، لمواكبة التغيرات الحديثة والحفاظ على الهوية الأمازيغية.

كان اللقاء فرصة لإثراء النقاش الثقافي وتبادل الأفكار، مما يعكس الدور المحوري للأدب والفن في صون الهوية والتعبير عن قضايا المجتمع.

#philosophy_against_barbarism#ماتبقاش_غير_متفرج#imazighn_culture#إيمازيغن#إنطلاقة_جديدة_لعالم_جديد#جمعية_إنطلاقة#البيئة#جمعية_انطلاقة#الأمازيغ#تنوير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تحقق أيضا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى