2975 ⴰⵙⴻⴳⴳⴰⵙ ⴰⵎⴻⴳⴳⴰⵣ

بقلم: د. حماد عاشور
أتذكر جيدا اليوم الأول الذي بدأت فيه مرحلة الدراسة الابتدائية في قرية إسمها تمسمان (قرب الحسيمة) في شمال المغرب، وكان عمري عشر سنوات، حيث يتحدث سكان المنطقة باللغة الأمازيغية (الريفية) فقط.
ودهشتي بدأت حينما وجدت أمامي، في ذلك اليوم، أستاذا يتحدث بلغة لا أفهمها وهولا يفهم لغتي، فكلانا يتحدث بلغة مختلفة عن الآخر ولا يفهمها. كنا كأطفال نواجه صعوبات كبيرة في استيعاب وفهم الدروس الملقنة باللغة العربية أو حتى بالدارجة المغربية.
إن المغرب لا يشكل استثناء في التعدد اللغوي، لكن غياب التدريس بلغة الأم في المراحل الأولى للتعليم، والتواصل بها، على الخصوص، في التعليم الابتدائي، يعد إشكالية حقيقية في الواقع اللغوي المغربي نظرا لتأثيره على مستوى التعليم والإبداع والإنتاج العلمي.
السنة الأمازيغية ليست مجرد احتفال وطني، بل أيضا محطة للتأمل في التحديات التي نواجهها في التدريس والتواصل، إذ لا يمكن أن نبني جيلا جديدا مبدعا ومبتكرا بدون الأخذ بعين الاعتبار المكونات اللغوية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية. وتشكل هذه السنة كذلك موعدا لتجديد وإحياء ذاكرتنا وتاريخنا وهويتنا.
ورغم العوائق السياسية والإيديولوجية التي أدت إلى تهميشها، تظل هويتنا الأمازيغية جزءا أساسيا من المكونات الثقافية المغاربية العريقة ومن التلاقح مع الحضارات الإنسانية والشعوب المختلفة لأجل الاستمرار والتطور والتعايش.
لكل إنسان حر سنة مليئة بالسعادة والحب.
2975 ⴰⵙⴻⴳⴳⴰⵙ ⴰⵎⴻⴳⴳⴰⵣ