Uncategorized
الشائع

سقراط: "الموت ليس أسوأ شيء، بل العيش بدون كرامة وصدق هو الأسوأ."

بقلم: عمر شانا

آختار سقراط أن يشرب السم أثناء محاكمته الشهيرة و هو يقول:

“الموت ليس أسوأ شيء، بل العيش بدون كرامة وصدق هو الأسوأ.”

تُشير هذه المقولة إلى موقف سقراط قبل إعدامه، إذ يُعتبر الأب الروحي للفلسفة.

سقراط هو أحد أعظم الفلاسفة في التاريخ، وقد تميز بفكره النقدي العميق وطريقته الفريدة في التعليم، التي تعتمد على الحوار والتساؤل المستمر. كان يؤمن بأن البحث عن الحقيقة والعيش وفق المبادئ الأخلاقية أكثر أهمية من مجرد البقاء على قيد الحياة. هذه الفكرة تتجلى في الطريقة التي واجه بها محاكمته وحكم الإعدام الصادر بحقه في عام 399 ق.م.

حُوكم سقراط بتهمتين رئيسيتين: إفساد الشباب من خلال تعليمه طرق التفكير النقدي، وإنكار الآلهة التقليدية واستبدالها بمفاهيم روحية خاصة به. رفض سقراط التراجع عن آرائه أو التوسل من أجل العفو، مؤكدًا أن العيش بدون كرامة والرضوخ للباطل هو أسوأ من الموت نفسه. لذلك، شرب السم (الشوكران) بكل هدوء وقناعة، مُظهرًا التزامه العميق بمبادئه.

بالنسبة لسقراط، كان الهدف من الحياة هو تحقيق الفضيلة والحكمة، وليس مجرد العيش من أجل اللذة أو تجنب الألم. من هنا، فإن الحياة بلا كرامة أو صدق تفقد قيمتها، لأن الإنسان يفقد جوهره الأخلاقي. يمكننا مقارنة هذا الموقف بمفهوم “الموت بشرف خير من العيش بذل” الذي نجده في ثقافات متعددة.

كانت طريقة سقراط في التفكير والحوار الأساس الذي بُنيت عليه الفلسفة الغربية. تأثر به أفلاطون، الذي كتب معظم أفكاره، ثم تلميذه أرسطو، مما أدى إلى نشوء مدارس فلسفية كبرى. حتى يومنا هذا، لا يزال سقراط يُعتبر نموذجًا للشجاعة الفكرية والأخلاقية.

مقولة سقراط تعكس رؤية فلسفية عميقة حول معنى الحياة والموت. فهي ليست مجرد دعوة للبطولة، بل تأكيد على أن العيش بلا مبادئ هو موت بحد ذاته. وهذا يجعلنا نتساءل: ما الذي يجعل الحياة ذات قيمة حقًا؟ هل هي مجرد الاستمرار في الوجود، أم الالتزام بالمثل و المبادئ مهما كان الثمن؟

#philosophy_against_barbarism#إنطلاقة_جديدة_لعالم_جديد#جمعية_إنطلاقة#تنوير#peace#love#freedom

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى