تقرير اليوم الأول حول الدورة الأولى من مهرجان آمور ن آكوش الذي مرّ تحت عنوان: مراكش ملتقى الثقافات و مهد الحضارة الأمازيغية و الذي نظم من طرف جمعية انطلاقة بشراكة مع المجلس الجماعي مراكش، مجلس مقاطعة جليز، و المديرية الجهوية للثقافة جهة مراكش آسفي.
تمت صياغة التقرير من طرف رئيس الجمعية عمر شانا:
أولا نود أن نشكر كل من ساهم من بعيد أو قريب في إنجاح هاته الدورة بشهادة كل الفاعلين و الشركاء و سنسعى دائما لإعداد نسخ أنجح، كما نود أن نتوجه بشكر خاص للدكتور عبد الله التوراوي لما قدمه من تضحيات مادية و مساعدة ميدانية.
يشرفنا أن نبدأ هذا التقرير بإحدى المقولات التاريخية للكاتب و المفكر أحمد عصيد:
“الثقافة الأمازيغية ليست مجرد تراث، بل هي حياة يومية تنبض بالقيم الإنسانية، وروح الانتماء، وإرث الطبيعة.”
في قلب مدينة مراكش، وبين جبال الأطلس التي تحكي قصص الأجداد، انطلقت النسخة الأولى من مهرجان “آمور ن اكوش”، احتفاءً برأس السنة الأمازيغية. هذا الحدث لم يكن مجرد مهرجان ثقافي، بل كان منصة للوعي وإعادة اكتشاف الهوية الأمازيغية كجزء لا يتجزأ من النسيج المغربي المتنوع.
لقد نجح المهرجان في عرض ثراء الثقافة الأمازيغية وتقديمها بأسلوب عصري يجمع بين الأصالة والحداثة، مما أبرز دورها المحوري في تشكيل الهوية الوطنية وتعزيز قيم الوحدة والتعايش.
جوهر الهوية الأمازيغية
المهرجان كان فرصة للتأمل في العمق الإنساني للهوية الأمازيغية. تحدث أحمد عصيد عن التفاعل الفريد بين الإنسان الأمازيغي والطبيعة، وكيف استطاع التأقلم مع بيئته الجغرافية الصعبة، بعكس الثقافات الأخرى التي حاولت تطويع الطبيعة لحاجاتها.
كما أشار إلى أن الثقافة الأمازيغية ليست فقط تراثًا ماديًا، بل هي منظومة قيم تعكس الاحترام المتبادل بين الإنسان والطبيعة، وبين أفراد المجتمع.
قوة اللغة
تعتبر اللغة الأمازيغية القلب النابض لهذه الهوية. استعرضت المداخلات أهمية هذه اللغة، ليس فقط كوسيلة تواصل، ولكن كرمز للهوية والصمود أمام التحديات.
تم التطرق إلى مفهوم “الإمبريالية اللغوية” التي تهدد اللغات الأصيلة كاللغة الأمازيغية، مما يجعل الحفاظ عليها واجبًا وطنيًا.
السياق التاريخي
استعرض المهرجان التاريخ الغني للشعب الأمازيغي، بدءًا من حضارة إيغود التي اكتشفت أقدم آثار الإنسان العاقل، إلى أقدم مركب زراعي وُجد خارج وادي النيل، في وادي بهت.
كما تمت مناقشة التحديات التاريخية التي واجهتها الثقافة الأمازيغية، بما في ذلك محاولات الطمس والتهميش، وسبل التغلب عليها.
أثر المهرجان
المجتمع: ساهم المهرجان في إشراك وتمكين المجتمع المحلي، من خلال تقديم ورش عمل وندوات تفاعلية.
الثقافة: أعاد المهرجان إحياء التراث الأمازيغي، وسلط الضوء على أهميته في تشكيل الهوية المغربية.
السياحة: جذب المهرجان زوارًا من مختلف أنحاء المغرب وخارجه، مما ساهم في تعزيز السياحة الثقافية في المنطقة.
رؤية مستقبلية
يطمح مهرجان آمور ن اكوش إلى أن يصبح حدثًا سنويًا يوسع نطاقه ليشمل مشاركات دولية. كما يسعى إلى إقامة شراكات مع مؤسسات تعليمية وثقافية لتعزيز البحث العلمي حول التراث الأمازيغي.
التلخيص: قدم المهرجان نموذجًا ملهمًا لكيفية الحفاظ على الثقافة الأمازيغية وتعزيزها كجزء من الهوية المغربية.
دعوة للعمل: ندعو الجميع، من مؤسسات حكومية وقطاع خاص وأفراد، إلى دعم هذا المهرجان لضمان استمراريته وتوسيع تأثيره.
نظرة مستقبلية متفائلة: الثقافة الأمازيغية ليست مجرد ماضٍ، بل هي مستقبل مشرق يعكس الوحدة في التنوع والصمود في وجه التحديات.
المواضيع الرئيسية التي تم تسليط الضوء عليها
الوحدة في التنوع: الاحتفاء بتنوع المجتمع الأمازيغي وتعزيز الوحدة الوطنية.
الصمود الثقافي: قدرة الثقافة الأمازيغية على مواجهة العولمة والتحديات الحديثة.
أهمية التعليم: دور التعليم في تعزيز اللغة والثقافة الأمازيغية.
التنمية المستدامة: مساهمة المهرجان في تعزيز السياحة والاقتصاد وحماية البيئة.
مداخلة رشيد أيلال ووضعها في سياق مهرجان “آمور ن اكوش”
عنوان المداخلة: تجذر الهوية الأمازيغية في المشاريع الإصلاحية الوطنية:
السياق العام للمهرجان:
تُعتبر مداخلة رشيد أيلال إحدى المحطات البارزة في مهرجان “آمور ن كوش”، حيث سلط الضوء على قضايا الهوية الأمازيغية من منظور لغوي وإحصائي. يتماشى موضوع المداخلة مع أهداف المهرجان الذي يسعى إلى تعزيز الوعي بالهوية الأمازيغية، وإبراز دور الثقافة واللغة في تشكيل الهوية الوطنية المغربية.
ملخص المداخلة:
الإحصاء كأداة سياسية وثقافية:
أشار رشيد أيلال إلى أن الإحصاء ليس مجرد عملية جمع بيانات، بل أداة متعددة الأبعاد تُستخدم لفهم الديناميكيات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
انتقد طريقة استخدام الإحصاأت السكانية في المغرب التي تعتمد على اللغة لتحديد الهوية، مشيرًا إلى أنها تُسهم في تصنيفات مبسطة وغير دقيقة للهوية المغربية.
اللغة والهوية:
ناقش ارتباط الهوية باللغة، مشيرًا إلى أن تصنيف المغاربة كـ”عرب” أو “أمازيغ” بناءً على اللغة فقط يتجاهل التعقيد الثقافي والجيني للشعب المغربي.
أكد أن الدارجة المغربية تعكس جذورًا أمازيغية عميقة في بنيتها اللغوية، ما يجعلها امتدادًا للهوية الأمازيغية.
الدارجة المغربية بين التعريب والأصالة:
تناول التأثير الأمازيغي الواضح في الدارجة المغربية، سواء من حيث التراكيب اللغوية أو المفاهيم الثقافية.
قدم أمثلة لغوية تُبرز هذا التأثير، مثل استخدام مصطلحات مثل “اللحم خضر” التي تحمل أنماط تفكير أمازيغية.
تحديات التصنيف العرقي:
انتقد الاعتماد على اللغة كمعيار لتحديد الهوية العرقية، مشددًا على أن الهوية المغربية أعمق وأكثر تعقيدًا من هذه التصنيفات السطحية.
دعا إلى تبني معايير تصنيف جديدة تُبرز التنوع الثقافي واللغوي مع الاعتراف بالهوية الوطنية الجامعة.
نحو هوية مغربية شاملة:
أشار إلى ضرورة بناء هوية وطنية تعتمد على مفهوم “تامغرابيت”، التي تعكس وحدة المغاربة رغم تنوعهم الثقافي.
شدد على أهمية الاعتراف بالتجانس الجيني للشعب المغربي والابتعاد عن التصنيفات العرقية الضيقة.
دور المداخلة في سياق المهرجان:
تعزيز النقاش الثقافي:
جاءت المداخلة كجزء من النقاشات العميقة التي يطرحها مهرجان “آمور ن اكوش” حول الهوية الأمازيغية.
أسهمت في تسليط الضوء على أهمية اللغة كمرآة للهوية الثقافية ومجال للمقاومة والصمود أمام التحديات التاريخية.
رفع الوعي:
أبرزت المداخلة العلاقة بين الإحصاء والسياسات العامة، وكيف يمكن استخدام البيانات لدعم أو تهميش هويات ثقافية معينة.
حفزت المشاركين على التفكير في أهمية تبني مقاربات شاملة لتعزيز التعدد الثقافي دون تمييز.
التأثير على الرؤية المستقبلية:
قدمت المداخلة رؤية واضحة حول ضرورة مراجعة السياسات العامة التي تؤثر على الهوية الأمازيغية، مثل سياسات التعريب واستخدام الإحصاأت.
دعمت أهداف المهرجان في تعزيز الثقافة الأمازيغية كجزء أساسي من الهوية المغربية الجامعة.
الترويج لفكرة الوحدة في التنوع:
أكدت المداخلة أن الهوية المغربية ليست أحادية البُعد، بل متعددة ومتداخلة، مما يدعم شعار المهرجان حول الوحدة في التنوع الثقافي.
توصيات بناءً على المداخلة:
إعادة تقييم السياسات الإحصائية:
اعتماد معايير تصنيف تعكس التنوع الثقافي واللغوي دون اختزال الهوية المغربية.
تعزيز التعليم الثقافي:
دمج مفاهيم “تامغرابيت” في المناهج التعليمية لتعزيز الهوية الوطنية الجامعة.
الاحتفاء بالتنوع اللغوي:
دعم المبادرات التي تبرز التأثير الأمازيغي في اللغة الدارجة وتشجع على دراسة هذه الظاهرة بعمق.
الخلاصة:
قدمت مداخلة رشيد أيلال إضافة نوعية للنقاشات التي شهدها مهرجان “آمور ن اكوش”، حيث وضعت اللغة في صلب النقاش حول الهوية. من خلال التحليل العلمي واللغوي، أظهرت كيف يمكن استخدام الأدوات الثقافية لفهم أعمق للهوية المغربية وتعزيز التماسك الوطني، وهو ما يدعم أهداف المهرجان في إبراز الثقافة الأمازيغية كركيزة أساسية للهوية المغربية.
مداخلة الأستاذ عبد الوهاب رفيقي مع وضعها في سياق المهرجان:
عنوان المداخلة: تجذر الهوية الأمازيغية في المشاريع الإصلاحية الوطنية:
الأستاذ عبد الوهاب رفيقي في مداخلته الغنية والمتعددة الأبعاد، يستعرض موضوعًا حيويًا يمس تاريخ المغرب وهويته الثقافية والدينية. ينطلق من نقطة مركزية تؤكد أن الإسلام، في مسيرته التاريخية بين الأمازيغ المغاربة، لم يتمكن من التغلغل في نفوسهم إلا عندما تخلى عن أدوات القسر والإكراه واعتمد على الإقناع والرضا. يشير إلى ما ورد عن ابن خلدون، الذي وثّق ارتداد الأمازيغ عن الإسلام 12 مرة في كل فرصة أتيحت لهم للتخلص من الطغيان والسلطة التي كانت تحاول فرض الدين عليهم بالقوة.
لكن عند اللحظة التي وجد فيها الأمازيغ أن الإسلام لا يهدد ثقافتهم ولا يعادي أعرافهم وتقاليدهم، تقبلوه من دون مقاومة. في تلك المرحلة، اندمج الإسلام في الموروث الثقافي الأمازيغي ليصبح جزءًا من هوية هذا الشعب دون أن يلغي خصوصيته أو يمحو أصالته.
تمزغ الإسلام: دين يستوعب التنوع
يشير رفيقي إلى أن الإسلام الذي تبناه الأمازيغ لم يكن الإسلام الذي يهدف إلى فرض ثقافة أحادية أو استئصال الموروث المحلي، بل كان إسلامًا يتكيف مع الأعراف والعادات. هذا الفهم تجسد في اجتهادات فقهاء المسلمين الذين اعتبروا أعراف القوم وعوائدهم مصدرًا من مصادر التشريع. واستشهد رفيقي بمقولة شهيرة تلخص هذا التفاعل بين الإسلام والأمازيغية: “تمزغ الإسلام أكثر مما أسلم الأمازيغ”.
تاريخيًا، يوضح الأستاذ أن المغاربة استمروا في الاحتفال بمناسبات عريقة ذات جذور أمازيغية مثل “إيض يناير” و”حاكوزة”، كما حافظوا على طقوس طبخ أطباق تقليدية مثل العصيدة و”تاكلا”، دون أن يشعروا بأي تناقض بين تلك العادات ودينهم.
مواجهة الوصاية الثقافية والدينية
وفي انتقاله إلى العصر الحديث، يتناول رفيقي بحدة ما وصفه بالمد الوهابي العروبي الذي اجتاح المغرب في العقود الأخيرة. ينتقد هذا التيار باعتباره يحمل خطابًا متعصبًا وعنصريًا يسعى إلى ممارسة وصاية على المغاربة، محاولًا تحديد ما هو صالح لهم وما هو غير ذلك. وفق رفيقي، هذا التيار يعمل على اقتلاع المغاربة من جذورهم الأمازيغية، وفرض قطيعة مع هويتهم التاريخية، ما يساهم في خلق توتر بين التدين والاحتفاء بالعادات والتقاليد الإنسانية.
يتهم هذا التيار بترويج فقه بدوي يهدف إلى طمس الهويات المحلية وإجهاض كل مظاهر الفرح والاحتفال، في محاولة لإفقار الثقافة المغربية من تنوعها وغناها.
احتفال بالأمازيغية ورفض لأعداء الفرح
في ختام مداخلته، يهنئ عبد الوهاب رفيقي الأمازيغ بحلول السنة الأمازيغية الجديدة “أسگاس أماينو 2975″، مؤكداً أن هذه المناسبة ليست مجرد احتفال تقليدي، بل هي تعبير عن الارتباط العميق بالأرض والتاريخ والحضارة. يعبر عن أمله في أن يستمر المغاربة في الحفاظ على موروثهم الثقافي والاحتفاء به، متجاهلين محاولات التضييق والوصاية.
سياق المهرجان:
جاءت هذه المداخلة في إطار مهرجان ثقافي يحتفي بالهوية الأمازيغية، مسلطًا الضوء على التداخل التاريخي والثقافي بين الإسلام والأمازيغية. حملت المداخلة رسالة واضحة تدعو إلى الاعتراف بالتعددية الثقافية واحترام الخصوصيات المحلية، بعيدًا عن أي توجهات تسعى إلى طمس التنوع أو فرض نموذج ثقافي أو ديني موحد. من خلال هذه المداخلة، قدم عبد الوهاب رفيقي قراءة تاريخية وفكرية تعزز قيم التسامح والاحترام، وتدعو إلى الفخر بالهوية المركبة التي تجمع بين الإسلام والأمازيغية في المغرب.
مداخلة الأستاذ أحمد عصيد في مهرجان آمور ن كوش
عنوان المداخلة: تجذر الهوية الأمازيغية في المشاريع الإصلاحية الوطنية
ضمن فعاليات اليوم الأول للنسخة الأولى من مهرجان “آمور ن اكوش”، قدّم الأستاذ أحمد عصيد، الكاتب والباحث والمفكر المعروف بدفاعه عن القضايا الثقافية والهوية الأمازيغية، مداخلة غنية ومميزة حملت عنوان “تجذر الهوية الأمازيغية في المشاريع الإصلاحية الوطنية”. جاءت هذه المداخلة لتعبر عن رؤية متكاملة تسلط الضوء على أهمية الاحتفاء برأس السنة الأمازيغية، وارتباطها العميق بالهوية التاريخية والحضارية للمغرب، كما تناولت سبل ربط هذا الاحتفاء بمشاريع إصلاحية وديمقراطية تعزز من مكانة المواطن المغربي وهويته المتنوعة.
محور أول: أهمية الاحتفال برأس السنة الأمازيغية
بدأ الأستاذ أحمد عصيد مداخلته بالتأكيد على البعد الرمزي والعمق الحضاري للاحتفال برأس السنة الأمازيغية (إيض يناير). أشار إلى أن هذه المناسبة ليست مجرد احتفال تقليدي أو فرصة لتبادل التهاني، بل هي لحظة للتأمل في علاقة الشعب المغربي بتاريخه وذاكرته الجماعية. أوضح أن هذا الاحتفال يعكس علاقة الإنسان الأمازيغي بالطبيعة والمجال الجغرافي، مشددًا على أن الثقافة الأمازيغية تميزت بقدرتها الفريدة على احترام قوانين الطبيعة والتعايش معها.
أمثلة من التاريخ الأمازيغي
إدارة الموارد المائية:
أشار عصيد إلى أن الإنسان الأمازيغي كان سباقًا إلى ابتكار أنظمة ري متطورة تتلاءم مع الظروف المناخية الصعبة. وذكر مثالًا على ذلك نظام “الخطارات” المستخدم في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية، والذي يبرز عبقرية الأمازيغ في تدبير المياه بطريقة مستدامة.
التوازن البيئي والتعايش مع الطبيعة:
شدد على أن الثقافة الأمازيغية بُنيت على احترام البيئة والتعامل معها بمسؤولية. فقد كان الإنسان الأمازيغي واعيًا بأهمية الحفاظ على التوازن الإيكولوجي، مما جعله يتجنب الإفراط في استغلال الموارد الطبيعية.
وأوضح عصيد أن هذه القيم البيئية ليست فقط جزءًا من الماضي، بل تمثل دروسًا ثمينة يمكن للعالم الحديث الاستفادة منها، خاصة في مواجهة التحديات البيئية المتزايدة.
محور ثانٍ: الديمقراطية التشاركية كنهج للتنمية الوطنية
في المحور الثاني من مداخلته، انتقل عصيد إلى الحديث عن الديمقراطية التشاركية، مشددًا على أنها يجب أن تكون أكثر من مجرد شعار سياسي، بل وسيلة عملية لتدبير الشأن العام وضمان إشراك المواطنين في اتخاذ القرارات التي تهمهم.
نقد وتقييم الوضع الراهن
أشار الأستاذ عصيد إلى ضعف تطبيق الديمقراطية التشاركية في المغرب، مستشهدًا بالنموذج التنموي الجديد الذي أطلقته الدولة. وأوضح أن مخرجات هذا النموذج لم تُنفذ إلا بنسبة لا تتجاوز 10%، مما يعكس ضعف الإرادة السياسية وهدر الجهود والزمن الديمقراطي.
مقترحات للإصلاح
قدم عصيد مجموعة من التوصيات لتفعيل الديمقراطية التشاركية:
التقييم الدوري للمشاريع التنموية: لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.
تعزيز الشفافية والمحاسبة: للحد من سوء استغلال الموارد العامة.
إشراك المواطنين بشكل فعّال: من خلال آليات استماع مستدامة تأخذ بعين الاعتبار تطلعات جميع الفئات.
وأكد أن إشراك المواطنين في صنع القرار هو السبيل لضمان نجاح أي مشروع تنموي.
محور ثالث: ربط الهوية الأمازيغية بالديمقراطية الشاملة
ربط الأستاذ عصيد بين الاحتفال برأس السنة الأمازيغية وبين العمل على تعزيز الديمقراطية التشاركية، مشيرًا إلى أن كلاهما يعبر عن الحاجة إلى مشروع وطني جامع. أوضح أن الهوية الأمازيغية ليست مجرد هوية إثنية أو فئوية، بل هي مكون رئيسي من مكونات الهوية الوطنية المغربية التي تعكس غنى وتنوع البلاد.
التعددية والتعايش
أشار عصيد إلى أن تعزيز الثقافة الأمازيغية لا يعني الانغلاق أو الانعزال، بل يمثل نموذجًا ثقافيًا يمكنه أن يقدم دروسًا في التعددية والتعايش للعالم أجمع. وأكد أن الاحتفال بهذه الهوية الأصيلة يجب أن يتحول إلى مناسبة وطنية رسمية تعبر عن تقدير الدولة والمجتمع للأمازيغية كجزء من التاريخ المشترك للمغاربة.
خاتمة المداخلة
اختتم الأستاذ أحمد عصيد مداخلته بدعوة الحضور إلى تبني قيم التعددية والتعايش، والعمل على تحويل الاحتفال برأس السنة الأمازيغية إلى مناسبة وطنية رسمية تعكس تقدير الدولة والمجتمع للهوية الأمازيغية. كما شدد على أهمية الاستثمار في الثقافة كوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن بناء المستقبل يحتاج إلى الاستفادة من دروس الماضي والعمل المشترك لتجاوز التحديات الحالية.
أثر المداخلة
كان لمداخلة الأستاذ أحمد عصيد تأثير عميق في نفوس الحاضرين، حيث لامست موضوعات حيوية تجمع بين الثقافة والديمقراطية والتنمية. جاءت كدعوة للتفكير الجاد في كيفية الاستفادة من التراث الأمازيغي لتعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق التنمية المستدامة. من خلال هذه الرؤية المتكاملة، قدم عصيد نموذجًا لكيفية المزج بين الأصالة والحداثة في خدمة القضايا الوطنية الكبرى.